الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة مسرحية "فري نمول" تحصد الجائزة الأولى في مهرجان فاس الدولي لمسرح الطفل

نشر في  26 ماي 2015  (15:32)

تُوّجت مسرحية «فري نمول» بجائزة أفضل عمل مسرحي في مهرجان فاس الدولي لمسرح الطفل. وفي هذا الإطار كان لنا لقاء مع كاتب النص والممثل وليد الزين، وهو متخرج من المعهد العالي للفن المسرحي اختصاص مسرح ناشئة، ليحدثنا عن أهمية هذا التتويج وعن مواضيع أخرى تكتشفونها في هذا الحوار:

فُزتم مؤخرا بالجائزة الأولى في مهرجان فاس لمسرح الطفل، فهل تحدثنا أكثر عن هذا التتويج؟

نعم، نلنا الجائزة الأولى في الدورة الرابعة لمهرجان فاس الدولي لمسرح الطفل عن مسرحيتنا «فري نمول» وهي من انتاج شركة ميتوس، نص وليد الزين وإخراج وليد الزين ومروان صلعاوي. وقد تنافسنا مع عدّة أعمال من السعودية وفرنسا وغيرهما ونلنا جائزة العمل المتكامل.. لجنة التحكيم كانت متكونة من أعضاء من دول عربية مختلفة وأقرّت أنّ العمل متميّز على مستوى الإخراج والنص والسينوغرافيا... وهذا ثاني اعتراف تناله المسرحية بعد أن نلنا ملاحظة «حسن جدّا» من قبل لجنة التوجيه المسرحي في تونس (نوفمبر 2014).. وقد شعرنا بالفخر ونحن نُعلي علم تونس في هذا المهرجان وكل أملنا أن يفتح لنا هذا التتويج آفاقا جديدة للعرض حيث من المنتظر أن نشارك خلال شهر جوان المقبل في مهرجان دولي ببلغاريا.

وماذا عن مضمون مسرحية «فري نمول»؟

«فري نمول» عالجت عدة مواضيع تتعلق بالطفل وذلك من خلال إعلاء قيمة العمل وحب الوطن. وتقول الرسالة التي تضمنتها المسرحية إنّه لا يكفي أن نحمل الجنسية التونسية أو جواز سفر تونسيا لنقول إنّنا تونسيون، بل يجب العمل، والمحافظة على البلاد، على نظافتها، وأن تمثل بلادك أحسن تمثيل إلخ... اعتمدنا في مسرحيتنا على «مسرح الأشياء» أو الأدوات على غرار مستلزمات البيت -المطبخ مثلا- لنروي حكاية يمكن للطفل أن يتماهى مع عناصرها بسهولة، وكذلك على حكاية شعبية تونسية وهي حكاية «أمي سيسي»، نهلنا من تراثنا الشعبي الزاخر بالعبر وبالدروس.

كيف تُقيّم واقع مسرح الطفل في تونس؟

ما عدا بعض الأسماء التي تشتغل بجدية على غرار مختار الوزير والمسرح الوطني لفن العرائس ومحسن الأدب هناك تذبذب كبير.. فمع الأسف مسرح الطفل أصبح تجاريا وموسميا أكثر منه تربويا، تثقيفيا أو تعليميا. وما نلاحظه اليوم أنّ الأعمال المسرحية لا تدوم، أي إنّها تعرض مرّة أو اثنتين ثمّ «تموت». ولعل السؤال الذي يجب طرحه هو الآتي: ماهو هاجس المسرحي؟ هل له وعي بأنّه يتوجه الى الطفل الذي يشكل اللبنة الأولى لبناء المجتمع؟ نحن لا نزعم «تعليم» الطفل بل نحن جزء من منظومة تسعى الى الارتقاء بذائقته الجمالية، بوعيه بالمحيط الذي يعيش فيه، بتحسيسه بثنائيات الخير والشر، الحب والكراهية وغيرها.

ماهي الرسالة التي تريد توجيها إلى وزارة التربية؟

اقترحنا على وزارة التربية إمكانية التنسيق حتى تقدم مسرحية "فري نمول" في المدارس وفي المعاهد الإعدادية لا سيما أنّ مضمونها يتماشى مع محتوى البرامج التعليمية فهناك البعد العجائبي الذي يدرس في السنة السابعة أساسي وهناك المضمون الذي ينمي الخيال وغيرهما ونحن الآن بصدد انتظار رد الوزارة.

تنظم وزارة التربية هذه الايام استشارة لإصلاح المنظومة التربوية، فماهي مقترحاتكم؟

أريد الإشارة الى نقطة هامة وهي ضرورة إدماج خريجي معاهد المسرح والموسيقى في المنظومة التربوية منذ سنواتها الأولى.. فهام أن تتربى الناشئة على أيادي مختصين، حينها فقط يمكن أن ننمي مواهب الطفل ونصقلها (رسم ـ موسيقى ـ مسرح ـ الخ..)، وان يتعلم الطفل بسلاسة وبطرافة في نفس الوقت بما يسمح بامتصاص الطاقة الشبابية وبمقاومة التصحر الثقافي الذي عانت منه البلاد طيلة سنوات حتى أفرزت التشدد والعنف.

وماذا بخصوص وزارة الثقافة؟

مسرحية «فري نمول» عمل ذاتي ولم نتلق أي دعم من وزارة الثقافة.. اليوم وبعد تحصلنا على الجائزة الأولى في مهرجان فاس الدولي، نأمل أن تُسهل وزارة الثقافة "الحياة الثانية" للمسرحية كأن تعيننا على إقتناء تذاكر السفر مثلا عند مشاركتنا في مهرجان بلغاريا لمسرح الطفل حيث سنمثل تونس ونرفع علمها بين الأمم.

نعتبر أيضا أنه من الهام تقديم "فري نمول" في الفضاءات الثقافية الخاصة لإيماننا بأنّ حياة المسرحية يجب أن تتجاوز بضعة العروض المحسوبة على أصابع اليد لتكون للمسرحية حياة حقيقية تجوب خلالها مختلف مدن الجمهورية وتُذيّل بحصص للنقاش مع جمهور الأطفال الحاضر حتى يتفاعل الطفل مع المضمون وينمي قدراته على إبداء الرأي والتحاور.

كلمة أخيرة وليد؟

نحن في بداية الطريق، وكلنا أمل في أن نبني مع «الناس الي تبني في تونس»، وفي أن يلقى مسرح الطفل حظه في تونس، أن يلقى الدعم، أن يلقى الحوافز الضرورية لكي يتمكن من الإبداع والتقدم. في اعتقادي بامكان وزارتي التربية والثقافة أن تساهما في دعم الأعمال التي تستحق العرض فتفتح أمامها ابواب المدارس والمعاهد الإعدادية حتى تلقى الصدى الطيب، مثلما يقول أحمد شوقي «الذوق الجمالي يتربى بما يسمعه وما يشاهده ويقرؤه أثناء الطفولة».  نحن نؤكد أنه يجب على العروض أن تذيّل بالنقاش، هذا أمر مهم وشرط أساسي في نظرنا. بعد تمثيلنا لتونس بنجاح في المغرب، كل أملنا أن ننجح كذلك في المحافل الدولية المقبلة وأن نرفع علم تونس عاليا.

  ملخص المسرحية:

ممثلان يظهران وراء الطاولة استعداد لتقديم عرض، فيرفض الأول الانطلاق بالحكي وهذا ما يسبب الصراع الطريف بينهما الذي ينتهي بدفع أحدهم الآخر أمام الطاولة ويشجعه على الحكي لتكون المفاجأة في كون الحكاية المرورية ليست الحكاية المتفق عليها وبعد أخد ورد، يعودان لسرد حكاية نمول الذي وقع في القدر نتيجة حبه للأكل، فهرعت الأم لإنقاذ ابنها لكن القدر أبي شريطة جلب ملعقة من إناء الحليب فتعترضها صعوبات عدة انتهت في الأخير بنيل مرادها وإنقاذ ابنها.

الجذاذة الفنية:

عنوان المسرحية: فري نمول

الهيكل المنتج: ميتوس للانتاج الفني

نص: وليد الزين

اخراج وتمثيل: مروان صلعاوي ووليد الزين

تقني صوت: عثمان حداد

تقني اضاءة: فاخر بن خالد

سينوغرافيا: مروان صلعاوي

الاشراف الفني والإداري: زياد مشري 

مكلفة بالإتصال والبرمجة : فاطمة بوصوفة

 

شيراز بن مراد